في الوقت الذي تعالت فيه الكثير من الأصوات التي تنادي بنبذ العنف والخلافات بين أبناء البلد الواحد، خاصة بعد مقتل مهاجم شبيبة القبائل ألبير إيبوسي، عاد العنف مجددا إلى الكرة الجزائرية من ملعب براكني بالبليدة الذي شهد ثورة حقيقية بين أنصار فريق اتحاد البليدة ونظرائهم من إتحاد حجوط، رغم أن بداية اللقاء عرفت استقبال الفريق المنافس بالورود قبل أن تتحول المدرجات إلى حلبة للصراع بالحجارة والعصي بعد صافرة النهاية.
وحاول لاعبو الفريقين أن يعطوا المثل للأنصار من خلال الروح الرياضية العالية التي كانت فوق أرضية الميدان، حيث انتهى اللقاء بالعناق بين اللاعبين، لكن أنصار الفريقين خالفوا ذلك ودخلوا في مشادات عنيفة حولت الملعب إلى ساحة معركة، ما استدعى تدخل قوات الأمن التي استعملت القنابل المسيلة للدموع، وعرف الملعب بعدها فوضى كبيرة بعد اجتياحه من طرف أنصار حجوط طلبا للحماية، بينما أكد عدد من أنصار اتحاد البليدة بأن مشجعي الفريق الزائر هم المتسببون في هذه الأحداث، مشيرين إلى أنهم لم يتقبلوا الهزيمة وشرعوا في رشقهم بالحجارة التي جعلت الحكم ومراقب اللقاء يدونان كل ما حدث بين الأنصار، الأمر الذي يجعل ملعب براكني مهددا بعقوبة من لجنة الإنضباط التي أكدت بأنها لن تتسامح في قضايا العنف بعد الذي حدث في ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو يوم 23 أوت الماضي.
وتبقى إدارة اتحاد البليدة مطالبة بضبط أمورها ومراجعة حساباتها، خاصة أنها وظفت الكثير من الأشخاص الغرباء عن الفريق الذين يتخلون عن دورهم المنوط بهم، وهو توعية الأنصار وتحولوا بالمقابل إلى مناصرين متعصبين.
هذا وأعرب جميع الحاضرين من رسميين وأنصار عن أسفهم إزاء أعمال الشغب، حيث قال مدرب اتحاد البليدة كمال مواسة “ما حدث لا يشرف تماما الكرة الجزائرية، خاصة أن اللقاء جرى بين فريقين لا تبعد بينهما سوى بعض الكيلومترات”، وقال مدرب اتحاد حجوط سمير بوجعران “على الجميع أن يستحي مما يحدث في الكرة الجزائرية، خاصة بعد حادثة مقتل إيبوسي، على الأنصار أن يعملوا على تفادي الوقوع في أعمال العنف، ما حدث سيبقى وصمة عار في جبين الكرة الجزائرية”
التعليقات 0