أثارت الهزات الارتدادية والزلازل التي ضربت مختلف مدن الجزائر مؤخرا، في كل من باتنة ومعسكر وحمام ملوان ومستغانم، بالإضافة إلى تسجيل هزتين في ناحية عين طاية بالعاصمة أمس، من جديد، حالة من القلق لدى الجزائريين الذين يتخوفون من تكرار سيناريو زلزال بومرداس المدمر سنة 2003، في وقت طمأن الخبراء في علم الفلك والجيوفيزياء المواطنين بخصوص النشاط الزلزالي المكثف الذي اعتبروه نشاطا زلزاليا عاديا يتكرر كل 11 سنة
وفي السياق، أكد المدير العام لمركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء عبد الكريم يلس، على أن سكان العاصمة أمس شعروا بهزتين مختلفتين تم تحديد موقعهما بالخليج بمنطقة عين طاية، حيث كانت الهزة الأولى حوالي الساعة 8 و34 دقيقة على بعد 57 كم شمال غرب عين طاية في عرض البحر، والثانية حوالي الساعة 11 و22 دقيقة صباحا. وأضاف أن الهزتين ارتداديتان للزلزال الذي ضرب العاصمة بداية شهر أوت المنصرم، حيث يتم يوميا تسجيل ما معدله ثلاث هزات أرضية في اليوم بمعدل شهري يقارب المئة، وهو أن الجزائر تشهد منذ سنة 2014 نشاطا زلزاليا مكثفا سيستمر – حسبه- حتى تستقر العوامل المسببة للزلزال.
وبخصوص إمكانية حدوث زلزال بنفس شدة زلزال بومرداس، حسب تنبؤات الخبراء بعد كل 11 سنة؟ قال يلس إنه لا يمكن التنبؤ بالزلزال وقوته قبل حدوثه.
وأضاف: « لو كان من الممكن التنبؤ بالزلازل لتنبأت اليابان والولايات المتحدة به ». ويقول: « ما يمكن قوله أن تغير الأحوال الجوية ساهم في ارتفاع الهزات الأرضية ». وأضاف: « لا داعي للقلق فهذا نشاط زلزالي عادي »، نافيا أن يكون للكسوف الذي حدث مؤخرا علاقة بارتفاع عدد الهزات والزلازل التي انتقلت من العاصمة إلى المدن الشرقية والغربية بدرجات متفاوتة.
ومن جهته، الخبير في علم الفلك والجيوفيزياء، لوط بوناطيرو، أكد أمس في تصريح لـ « الشروق »، أنه تنبأ بالنشاط الزلزالي الذي تشهده الجزائر منذ سنة 2003، مشيرا إلى أنه كل 11 سنة تشهد الجزائر هزات أرضية قوية ومعتبرة، على غرار زلزال الأصنام وبومرداس، وذكّر في السياق بالعوامل المسببة للهزات الأرضية والتي اجتمعت كلها منذ السنة الماضية وإلى غاية هذه السنة، على غرار التباين الحراري ما بين الشتاء البارد جدا والصيف الحار الذي ميز الجزائر مؤخرا، ويتشابه مع نفس المناخ سنة 2003، وهو ما يجعل الصخور- حسبه- تتمدد وتتقلص ما يخلق حراكا في القشرة الأرضية، ويتسبب في توليد الطاقة الزلزالية، كما لم يخف بوناطيرو علاقة الارتفاع المفاجئ للزلازل والهزات الارتدادية في مختلف مناطق الجزائر هذا الشهر مع كسوف الشمس الذي شهدته الجزائر منذ نحو أسبوع، حيث قال: « خلال أيام الكسوف وقبله تزايدت الهزات الأرضية، لأنه ساعد الفائض المختزن تحت القشرة الأرضية على الخروج ».
وأضاف: « جاذبية الكواكب هي المسؤولة عن المد والجزر في وسط البحار والهزات التي شهدتها العاصمة، وتم تحديد موقعها بعرض البحر أمس لها علاقة بالكسوف » ويشير إلى أن النشاط الزلزالي هذه السنة مرشح للارتفاع وقد يتصاعد في الأشهر المقبلة.