تواصل ظاهرة انجراف التربة وسقوط الحجارة حصد أرواح الجزائريين، وآخر ضحاياها كان طفلين لقيا حتفهما، فجر أمس، بالمدية، بعد أن غمرت التربة بيتهما القصديري. كما بات خطر فيضان الوديان بفعل تواصل الأمطار الطوفانية، هاجسا آخر يرعب المواطنين ويهدد حياتهم، خاصة القاطنين على ضفافها.
بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت على المنطقة في اليومين الأخيرين
هــــــــلاك طفلـــــين تحــــت أنقـــاض بيـــــت قصديـــــري بالمديــــة
تسبب، فجر أمس، انهيار خطير للتربة بالمكان المسمى السطارة القصديري، قرب السوق الأسبوعي لبلدية المدية، في غمر بيتين قصديريين بالأوحال، وهلاك طفلين من عائلة واحدة يتراوح عمراهما بين 5 و8 سنوات، فيما أصيب والدهما البالغ من العمر 37 سنة بكسور وجروح بليغة.
وقع الانهيار في حوالي الساعة 4 و30د من فجر أمس، حيث انحدرت كمية كبيرة من الأتربة والحجارة على كوخين، بعد أن غمرت الأمطار المتساقطة السكنات المتواجدة بالحي، لتتسبب في انهيار بعض جدران البيوت الهشة وانزلاق التربة وتساقط الحجارة، ما أدى إلى وفاة الطفلين، أحدهما بعين المكان، بينما نقل الآخر إلى مستشفى ”محمد بوضياف” حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، فيما تعرض والدهما إلى كسور على مستوى الكتف وتم نقله إلى المستشفى للعلاج. علما أن أفراد الحماية المدنية وجدوا صعوبات جمة في انتشال الضحيتين من تحت الردم.
ولا تزال العائلات المقيمة بحي السطارة القصديري بالمدية تحت الصدمة إثر هذا الحادث المأساوي، علما أن الحي القصديري المذكور أنشئ بطريقة فوضوية منذ 5 سنوات، حيث لجأت بعض العائلات المعوزة من أبناء بادية المدية إلى إنجاز سكنات بالقرب من السوق الأسبوعي بالسطارة، دون أن تتدخل السلطات لمنعهم، ليستمر الحي في التوسع منذ ذلك الوقت، ليصل عدد العائلات بهذا الحي إلى حدود 94 عائلة جاءت من مختلف بلديات الولاية.
يذكر أن ذات الموقع شهد، منذ سنتين، انهيارا مماثلا تسبب في إتلاف السلالم التي تصل حي بزيوش بأعالي المدينة بساحة السوق الأسبوعي للبلدية، وإذا لم تسارع السلطات المحلية إلى ترحيل العائلات القاطنة بهذا الحي الذي يفوق عدد قاطنيه 60 عائلة، فإن استمرار تساقط الأمطار ورداءة الأحوال الجوية سيحدثان كارثة حقيقية.