قررت النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “سناباست”، أمس، عقد مجلسها الوطني الحاسم في الثاني نوفمبر المقبل، وذلك لتحديد أشكال و تاريخ الاحتجاج، لتلتحق السناباست بركب “الكناباست” و«الإنباف”، اللتين لوحتا باحتجاج ساخن يُرتقب أن يشل القطاع بحر نوفمبر الداخل، ما يعني غليانا أعقبت “هدنة” هشة مع الوصاية.
في تصريح خصّ به “الشهاب”، أوعز “مزيان مريان” رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “السنابست، إنّه لم يحدد بعد تاريخ الاحتجاج، وعما إذا كان سيكون مفتوحا أم محدودا، وفضّل مريان التهرب بذكاء من الحسم، بقوله إنّ أعلى هيئات النقابة هي من ستفصل في المسألة بعد أسبوعين من الآن.
في سياق متصل، ورد في بيان “السناباست”، تحوز “الشهاب” على نسخة منه، إنّ كل المشاكل المسجلة في المواسم الدراسية الماضية لا زالت قائمة هذا الموسم، بما فيها تفاقم ظاهرة العنف في المدارس، والنقص الفادح للتأطير التربوي والإداري ، بالإضافة الى الاكتظاظ داخل الأقسام، وذكرت النقابة إنّ حالة الفوضى التي يشهدها قطاع التربية، ما هي إلا نتيجة لما سمته “رداءة التسيير والفساد الإداري المتفشي في القطاع”، وقالت إنّه “يطغى على مديريات التربية، وحتى في اللجان التي أشرفت على الدخول المدرسي”.
من جانب آخر، أضافت “السناباست” إنّ التوجيهات التي تضمنتها التعليمة 004 وأيضا التعليمة الأخيرة المكملة لها، تظهر من حيث الشكل، التراجع عن مبادئ وأسس الشراكة التي يجب أن تتسم بها علاقة الوصاية بشركائها الاجتماعيين، أما من حيث المضمون، فأبرزت النقابة ما وصفته “التنكّر الصارخ لانشغالات الأساتذة”، في هذا السياق، أكد بيان “السناباست” إنّ النقابة لن ترضخ ولن تتنازل عن المطالب المشروعة للأساتذة، والمدوّنة في مختلف المحاضر المشتركة سواء مع الوزارة الوصية أو مع المديرية العامة للوظيفة العمومية، كما توعّدت بانتهاج كل السبل القانونية لتحقيقها بما في ذلك العودة إلى الاحتجاجات والإضرابات.
وترتبط مطالب النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، بتصحيح اختلالات القانون الخاص بعمال التربية الوطنية، وتسوية وضعية أساتذة التعليم التقني للثانويات، بالإضافة الى احتساب أقدمـيتهم المكتسبة في الترقية إلى الرتب المستحدثة، وكذا الترقية الآلية للرتب العليا لهيئة التدريس خلال المسار المهني، فضلا عن فتح جسور الترقية بصفة دائمة لأسـاتذة التعليم الثانوي الرئيسيين والمكونين إلى رتبة مدير ثانوية، مع رد مظالم أساتذة وموظفي الجنوب والهضاب العليا، وخاصة الإسراع في توزيع وإنجاز سكنات أساتذة هذه المناطق وتخصيص حصص سكنية لفائدة عمال القطاع.
اضراب المقتصدين قد يؤزم الوصاية “ماليا”
علمت “الشهاب” من مصادرها، إنّ اللجنة الولائية لموظفي المصالح الاقتصادية شرعت في جمع مقررات الاعتماد بكل جدية، حيث ستسلم التقارير الى اللجنة الوطنية يومي الأحد و الاثنين على أبعد تقدير، و ذلك لإتمام العملية، واعطاء الضوء الأخضر للولايات بإرجاع المقررات الى أمناء الخزينة ذ.
وحسب مصادرنا، يعدّ قرار الارجاع أكبر ضرر مالي سيلحق بالميزانيات الخاصة بالتسيير واعتمادات المنحة الخاصة، و كذا مبالغ المطاعم المدرسية، حيث ستجمد جميع هذه الاعتمادات والتي تقدر بالمليارات وكذا تعطّل جميع النفقات العمومية في قطاع التربية .
فوضى غير مسبوقة وعدم انضباط في أغلب الثانويات
نددت نقابة مجلس أساتذة الثانويات في بيان تسلمت “الشهاب” نسخة منه ، الطريقة التي تسير بها المؤسسات التربوية في الجزائر، كما طالبت النقابة من الأساتذة، عقد جمعيات عامة والتجنيد لاقتراح طريقة الاحتجاج المناسبة، وذلك لرفض الوضع الراهن والرد على الانشغالات ، و حث المسؤولين على الالتزام .
في سياق ذي صلة، ولدى انعقاد اجتماع المكتب الولائي للمجلس المذكور بثانوية “عمر راسم “، أجمع الحضور على تشخيص كارثي للوضع ، كما تم تلخيص مجموعة من المشاكل و الانشغالات، بما فيها انتشار فوضى غير مسبوقة، وعدم انضباط في غالبية الثانويات، حتى بالنسبة لتلك المعروفة بتقاليدها الانضباطية، وكذا التسجيلات غير القانونية، حيث أكد التنظيم على تجاوزات من قبيل “تبادل التلاميذ بين المؤسسات، وخرق قرارات مجالس الاقسام السيدة ،.بالإضافة الى سوء الاستقبال والمعاملة للأساتذة في مديريات التربية”.
كما شدّدت نقابة مجلس الأساتذة الثانويات الجزائرية على مواصلتها النضال، الى غاية رد الوزارة على انشغالاتهم ومطالبهم. وفي ظل خريف الغضب الذي يهدد قطاع التربية، بعد ما شهده منذ بداية السنة الدراسية، من اضطرابات، لازالت الوزارة تنتهج سياسة الصمت التي أثارت غضب النقابات ـ التي قررت أن تعلن الحرب بعد الهدنة التي اعتبرت بالفاشلة مع الوزارة.
سهام اصولاح